حجّاج بيت الشعر بالقيروان فرقتهم هموم الدنيا وجمعهم مهرجان الشعر العربي 

  تحولت عاصمة الأغالبة القيروان الى قبلة للشعراء من تونس والامارت من خلا ل تنظيم  مهرجان الشعر العربي في دورته الثانية والذي أشرف على تنظيمه بيت الشعربالقيروان بادارة الشاعرة التونسية الكبيرة جميلة الماجري (التي كانت قريبة من كل الشعراء حجاج بيت الشعروقد اكرمت وفادتهم بل عاملتهم بكرم حاتمي عُرف به اهالي القيروان الافاضل ) هذا المهرجان انتظم على امتداد 3 أيام من  07 الى 09 ديسمبر 2017 وقد تضمن  قراءات شعرية لمبدعين يمثلون عددا من  ولايات الجمهورية وتقام التظاهرة برعاية لطيفة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقد اشرف على حفل الافتتاج والي  القيروان بحضورالأستاذ عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة والشاعرمحمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة وايضا كان ضمن الوفد فريق تلفزي من القناة الامارتية 

وقد تنوعت الفعاليات على مدار ايام المهرجان حيث انطلقت في متحف رقادة بالجهة وتواصلت في فضاء بيت الشعرالى الاختتام

شارك في  المراوحات الشعرية يوميا  شعراء بعضهم انتمى لبيت الشعر او سبق له ان شارك في مسابقاته او كانت له مساهمات في امسيات شعرية في دورته الماضية  والبعض الاخر شارك لاول مرة نخص بالذكر منهم المولدي فروج  جليلة هدى صدام حليمة بوعلاق الهادي القمري احمد المباركي فاطمة عكاشة عبدالكريم الخالقي علي عرايبي  منير عليمي اماني الزعيبي خولة سيك سالم  وغيرهم  كما تم انعقاد ندوتين اثنتين الاولى بعنوان (تراشح القراءات في الشعر التونسي القديم والحديث  الصوت/ والصدى)جمعت الدكاترة منصف الوهايبي  وفوزية الصفار الزاوق والصحبي العلاني وبادارة الاستاذ حاتم الفطناسي  اما الندوة الثانية فهي بعنوان (ترجمان الشعر ) من خلال تاملات في تجارب من الترجمة الشعرية  للدكتورين رضا مامي وعادل خذر وبادارة مهدي المقدود

وكانت الندوتان مفيدتان للغاية كما كان لضيوف بيت الشعر موعد مع الكاتب حسونة المصباحي في محاضرة بعنوان" القيروان في الادب الغربي"

والى جانب العرضين الموسيقيين لفرقة نوى القيروانية بقيادة للفنان حاتم دربال بمشاركة مواهب غنائية واعدة  مع ضيفة المهرجان الفنانة التراثية زكية الجريدي وهي رئيسة جمعية احبك ياوطني للثقافة والتنمية الاجتماعية والتي غنيت نماذج من التراث الكافي ..تم عرض جزء من عمل مسرحي كتبه الشيخ سلطان بن محمد القاسمي واخرجه هادي الماجري بعنوان (داعش والغبراء )

وفي خاتمة الدورة تم تكريم ثلة من كبارالشعراء ابرزهم الصديق نورالدين صمود وتم ايضا توزيع شهادات تقدير على كل الذين شاركوا في ايام المهرجان دون استثناء كما تم توزيع جوائز بيت الشعرعلى عدد من اليافعين والبراعم في التدرب على حفظ الشعر وإلقائه والجائزة تتمثل في (تابلات حديثة).لكل طفل  

         علما وأن بيت الشعرالقيرواني هوأحد بيوت الشعر التي تم تأسيسها ضمن المبادرة التي أطلقها و رعاها صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة، وهو مندرج ضمن باقة من بيوت للشعر وقع تدشينها في عدد من المدن والعواصم العربية

والمهرجانات التي تقام  ببيوت الشعر في تلك المدن العربية كل عام تعتبر تتويجاً لعطاء سنوي  و ترسيخاً لاستمرارية المشروع الثقافي  العربي الذي يدعو الى ضرورة الاهتمام بالهوية الثقافية ومنها بالخصوص الشعر ولغة الحوار مع الاخروهو ما من شانه ان يشكل الديمومة والارتكاز لمعنى الحضارة والانتماء والانفتاح والحوارمع الآخر.. وتظاهرة بيت الشعر العربي هي احد تجلياتها الفكرية وهي في حد ذاتها تشكل توهّجا ثقافيا عربيا هاما ومفيدا سواء في القيروان او في المدن العربيىة الاخرى التي كان لها شرف احتضان بيت الشعر العربي   

ان بيت الشعر القيرواني هو فضاء ثقافي بل هو عالم تسكنه لغة  الثقافة والجمال و لغة الشموخ والجوهر الإنساني والوجداني وهو يفتح أبوابه للقصيدة وهي تستعرض أحوالها وتبث شكواها وتحرك سكناتها وتعرّي المستور بكلمات الشعرأوالمنثور

وكان لبيت الشعر بعاصمة الأغالبة منذ تأسيسه دور متجدد مع مختلف المواعيد الشعرية والنقدية مع الدور الذي يقوم به في المحافظة على اللغة والحرف والشعر العربي والاهتمام بالشعراء الشباب والاكتشافات للمواهب الشعرية والتاسيس لجيل من عشاق الادب والشعرمن بين الاطفال عماد المستقبل من خلال حفظ وقراءة الابداعات الشعرية لكبار الشعراء العرب

وقد حرصت مديرة بيت الشعر على اقامة مجموعة من البرامج والأمسيات واللقاءات الشعرية الى جانب تأسيس شراكة مع جمعيات تعنى بالشعر والثقافة وذلك في اطار انفتاح المشروع الرائد في مجال الشعر على المؤسسات والجمعيات الثقافية.

ولبيت الشعر مكتبة شعرية بتقنيات حديثة وصوتية لحوالي 200 شاعرا أعدها الشاعر المولدي فروج فضلا عن الدواوين.

ويمثل مهرجان الشعر العربي بالقيروان  فرصة لفتح حوار شعري ابداعي وثقافي  وهو مناسبة لمد جسور التواصل بين عشاق القصيدة وشعراء من الوطن العربي لتحقيق الإشعاع الشعري والأدبي والثقافي وتعزيز جهود المحافظة على جماليات اللغة والشعر العربي ككل

ولعل من مقترحاتنا لهيئة بيت الشعر في القيروان ان يتم تعليق لوحة عملاقة تتضمن قائمة اسمية لشعراء تونس الراحلين من القديم والحديث  تكريما لأرواحهم وتخليدا لأسمائهم لدى زوار بيت الشعر كما نقترح ان يتم وضع مدونة باسماء كافة شعراء تونس على منضدة لكل زائر اراد الاطلاع والبحث عن اسم شاعرتونسي ما قديما او حديثا مع سجل الملاحظات والانطباعات للزوار من الشعراءاو عشاق الشعر من العامة وقد كانت فرصة لبيت الشعر لم يغتنمها لتسجيل انطباعات الوفد الاماراتي في ذلك السجل لو كان متوفرا لان حضور مثل هذا الوفد قد لا يتكرر وايضا لم لا تركيز متحف لمخطوطات الشعراء ووضع صور على جدران البيت ولو في الطابق العلوي الذي يبدو شاغرا وذلك لابرز شعراء تونس القدماء

وكان بالمكان لو استغلت هيئة تنظيم مهرجان الشعر العربي الفراغات المتكررة لتأخر وصول الوفد الامارتي بفسح المجال  للحاضرن من الشعر اء غير المبرمجين في الدورة لإلقاء ما جادت به قريحتهم من اشعار في لقاء شعري مفتوح تماما مثلما حدث في ليلة الاختتام حيث تجمّع (في غفلة من مديرة بيت الشعر)عدد لا يستهان به في بهو النزل فتداول الجميع على قراءة الشعر من بينهم شخصي المتواضع ومديرالملتقى العربي للترث الشعبي بقفصة الشاعر احمد العباسي في محاورة شعرية شعبية طريفة مع الشاعرة حليمة بوعلاق بحضورالشاعر الاماراتي محمد عبدالله البريكي وقد كانت بادرة جميلة ولمة شعرية رائقة اختلط فيها الشعر الفصيح بالشعر الشعبي

تغطية:عبدالكريم اللواتي